لا تنتهي غرابة الأفكار البشرية في اختراع طرق مختلفة للاستفادة من البيئة المحيطة بهم، فعمال المناجم في استراليا الباحثين عن احجار الأوبال الملونة تعايشوا مع حفر المناجم وكهوفها المظلمة لمدة طويلة اكتسبوا منها خبرة وقصص
يروونها في المجالس التي يرتادونها وأدركوا حاجة الناس الاخرين في خوض هذه التجربة ولو لمدة قصيرة .
هذا ماحدث بالضبط في المناطق النائية الاسترالية (New South Wales نيو ساوث ويلز) حيث أقيم (موتيل أو نزل وايت كليف) تحت الأرض ليوفر للسياح جو حفر وقنوات المناجم تحت الأرض ويعطيهم فرصة عيش هذه التجربة وهي سياحة المغامرة أو سياحة الغرابة ، حيث تستهوي البعض مثل هذه التجارب المثيرة.
هذه المنطقة التي اشتهرت بمناجم الاوبال بعد اكتشافه في 1890 تزايد السكان فيها بشكل متواصل حتى وصل عددهم الى قرابة خمسة الاف نسمة يعملون جميعهم في التنقيب عن هذا الحجر ثم بعد ذلك تناقص العدد مع توفر هذا الحجر بشكل كبير وانخفاض سعره أن أصبح العدد لا يتجاوز المئتين يعيشون على أعمال السياحة والأعمال الريفية
فقط .
وبسبب الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة التي تصل أحيانا الى 50 درجة مئوية لجأ المنقبون الأوائل الى تحويل المناجم الى مخابيْ توفر لهم الظل البارد. وعندما هُجرت المنطقة قامت إحدى العوائل بتحويل هذه الحفر الى منزل وأقامت فيه.
ومع تزايد السياح والزوار لهذه المنطقة ضاق بهم الفندق الوحيد الموجود وقدمت العائلة فرصة للزوار بمشاركتهم العيش تحت الأرض وهكذا وجدت العائلة الإقبال على السكن والنوم تحت الأرض وحولته الى فندق صغير تم افتتاحه رسميا في 1989 .وقد تم حفر بناء هذا النزل بالفأس واليد المجردة حيث لايمكن أن تجد غرفتين متشابهتين
و يحوي النزل التحت الأرضي 30 غرف مزدوجة وغرف مفردة في درجة حرارة مكيفة إضافة الى مطعم وخدمات مختلفة
توفر تجربة غير مسبوقة في حياة الملاجيء تحت الأرض .